حكاية صورة.. وفاء جرو أنقذه الدفاع المدني

غزة- الدفاع المدني

ربما صفة الوفاء جعلت ذاك الجرو الذي أنقذ حياته طاقم إنقاذ تل الإسلام ترسم قصة هذه الصورة الإنسانية، التي ظهر فيها منقذا بالدفاع المدني أثناء محاولته انتشال جرو من مستنقع تجمعت فيه مياه الأمطار التي فتحها الاحتلال الإسرائيلي أواخر عام 2010م تجاه منطقة وادي غزة وسط القطاع.

فقد دأب الاحتلال الإسرائيلي في السنوات الأخيرة السماح لمياه الأمطار الغزيرة التي تتجمع في الأحواض المتاخمة للسياج الزائل شرق منطقة المغراقة ووادي غزة بإغراق سكان ومنازل تلك المناطق المنخفضة جغرافيا.

قبل نحو أربع فصول شتوية تلقى الدفاع المدني بمحافظة غزة اتصالا بوجود جرو عالق منذ أيام وسط المياه التي تجمعت في منطقة الوادي. أغلق ضابط الإشارة سماعة التليفون بعد أن أخذ تفاصيل البلاغ من المتصل، وما لبث أن أمر بتوجيه طاقم إنقاذ تل الإسلام للمنطقة، وأوصاهم بالعمل بحذر لإنقاذ ذالك الجرو الوفي..

وبعد ربع ساعة تقريبا وصل طاقم الإنقاذ، فوجود جروا لا يتعدى عمره الشهرين معلقا أعلى سياج حديدي وسط المياه التي انخفض مستواها إلى نحو المتر بعد ثلاثة أيام من لحظة احتجاز الجرو.

بعد دقائق، نجح أحد منقذي الطاقم من انتشال الجرو، ثم أخذوه معهم إلى مركز دفاع مدني البريج حيث المكان المحاط بالأراضي الزراعية، وهناك اعتنت طواقم المركز بحياته فترعرع في المكان، فعرف الجميع، وأصبح بعد بضع شهور حارسا شرسا لا يهاب مهاجمة الغرباء.

المثير في الصورة، أن هذا الجرو عمل حارسا في ظروف ابتعاد الطواقم عن المركز خلال الطوارئ والعدوان الإسرائيلي، وبرز وجوده أثناء حرب حجارة السجيل..

وبعد نحو أربع سنوات ما زال الكلب رابضا يتجول في ساعات الليل في محيط المركز، رغم محاولات إبعاده عن المكان بسبب تعدد شكاوى الزائرين والمارين بإزعاجهم إلا أنه في كل مرة كان يعود ويأبى مغادرة المكان الذي نشأ فيه.